تعيش باكوس حرة مستقلة

مش عارف الموضوع ده إبتدا كده ازاي
هاقولك ايه اللي حصل
كنت قاعد بدور على النت عن مكتبات الكتب المستعملة في مدينة الرياض ( أنا باشتغل هناك حاليا و اقيم فيها من شهرين تقريبا ) لقيت جماعة كاتبين حاجات عن إسكندرية و كان فيهم واحد كاتب مقال بعنوان - أيدلوجيه - قريت الموضوع و كأن نزلت علي صاعقة
إيه ده
أخيرا فيه حد غيري و غير أصحابي أعضاء رابطة (باكوس للأبد) حاسس باللي بيحصل في إسكندرية
الصراحة ماكنتش مصدق نفسي قمت على طول ما ضيعتش وقت و قررت ان العالم لازم بقة يعرف كل شيء عن أعظم و أسوأ وأجمل و ألعن و أنضف و أوسخ حتة على وجه الأرض
باكوس
الناس بيقولو ان نيويورك هي أكتر بلد فيها أشكال و أنواع بشر في العالم يعني فيها الهندي و الانجلو ساكسن والزنجي و العربي و التركي و الصيني و اليهودي ... يعني تقريبا كل الجنسيات تلاقيها هناك
أنا بقة بقول إنك عمرك ما هتلاقي جماعة من الناس مختلفين مش بس لونهم او تعليمهم او أصلهم و لكن في كل حاجة و عايشين مع بعض في مكان واحد مستقرين و في نفس الوقت متناقضين زي ما هتلاقي في باكوس
أكبر المساجد هناك وراه على طول بخمسين متر تقريبا و على نفس مزلقان القطر أنيل حتة ممكن تشوفها لبيع الحشيش و الأسلحة المتطورة طراز "ق-غ" قرن غزال وطراز "ت-م" تلت مصدي
فسخاني الرمل الوحيد فاتح جنب حلواني شهد الملكة
الحضانة الملكية فوق قهوة البغدادي
في باكوس هتلاقي دكتور الجامعه ساكن جنب السباك و فوقه العجلاتي جار المهندس و كلهم في بيت واحد وما فيش حد زعلان من التاني
باكوس دي منطقة الملتزمين و الصيع والمدارس و المخدرات و البرس و حارة الشخشخ ومساجد الدعوة السلفية و مساجد التكفير و الهجرة و شارع عشرين أكبر معاقل الإخوان و مزلقان القطر اللي ما بيفوتش اسبوع غير لما يكون أكل واحد والكنائس المهجورة دي اللي ما أعرفش أسمها و لا بيزورها حد أساسا و أفران العيش المزدحمة كابواب جهنم و مبنى الأزاعة و التليفيزيون ومدرسة الناصرية وسوق السمك برائحته المميزة وسوق الخضار و الضاهرية و سينما ليلى (والله كانت من معالم باكوس ولكن خلاص حيهدوها و يبنو مكانها عمارة كالعادة ) و مسرح قيس وأبو كمال وقهوة الصعايدة و شارع السوق و....و.....و
وحاجات كتير تانية هاحكيلكم عنها بعدين
. وتصور يا أخي أن كل الحاجات دي مع بعض مافيش حاجة بتكب على اللي جنبها . سبحان الله . و الله شيء عجيب
لا الكويس بيخلي اللي جنبه كويس ولا النتن بينتن اللي جنبه
و الأغرب من كده أنها ملاصقة لمكان نضيف قوي هو حي جليم ولا يفصل بينهما إلا شريط الترام يعني تخيل انك ماشي في منطقة من أخطر الأماكن الموجودة على و جه المجرة مافيش حاجة فيها عدلة السواد النفسي و المعنوي يكسو كل ملليمتر منها و بعدين تعدي شريط الترام تلاقي نفسك في الجنة حاجة كده زي ما قال الخواجة مايكل كرايتون في مقدمة قصته المشهورة - كونغو
"انها ليست فقط قفزة عبر الأرض انها قفزة عبر الزمن"
طبعا هوه قال كده وهو بيوصف الانتقال من احد المناطق المتقدمة الي احراش افريقيا و اكيد هوه ما شفش باكوس لو كان شافها اكيد كان حيغير اسم قصته

انا بقه بحب باكوس دي جدا و بكرهها برضة جدا خلطة غريبة كدة مش ممكن تفهمها الا لما تفهم المثل الشعبي العبقري اللي بيقول

أدعي على إبني و اكره اللي يقول آمين

انت بتحب أمك لأنها أمك مهما كانت في الآخر أمك مابتحبهاش لأنها أحلى واحدة او أغنى واحدة مثلا

أنت كده بتحبها وخلاص لو قدرت تفهم ده يبقى أكيد هتعرف أقصد ايه
المهم انا دلوقتي فيه 213546541546 فكرة عاماله تخبط و ترقع في دماغي لكن أنا هاحاول أرتب الحاجات دي عشان تكون شيء مفهوم للناس و على فكرة أنا متعصب جدا مش لإسكندرية بس لا لباكوس بشكل خاص يعني انا على طول فيه مشاكل بيني و بين ابناء الأقاليم المجاورة سواء كانت انضف (زي جليم و زيزينيا مثلا) أو أوسخ ( زي زعربانة أو عزبة دنَة مثلا ) و عموما انا هاشرح كل شيء بعدين بشكل مفصل من حيث كل حاجة من أول منير شحاته لغاية مزلقان القطر
والحدق يفهم